الغذاء بالطعام والغذاء بالحبjavascript:emoticonp(':@:')

تعيش اجسامنا بفضل ما نضعه في فمنا ، وبالتوازن الغذائي يمكن ان نجنب
شرايينا الانسداد ونجنب اجهاد قلوبنا واضعاف جهازنا المناعي ويمكن تجنب
اثارة اعصابنا وتجنب اتخاذ مواقف خاملة او لا مبالية .

ولا يتعلق الاكل بالحصول على الغذاء المناسب فحسب بل بأشباع الحاجات
العاطفية والنفسية . وبالتالي فعملية الهضم ليست مجرد بلع الطعام بل تتعلق
ايضا " ببلع " الواقع. فتمتصون الغذاء وتمتصون ما يمر معكم في حياتكم من
مشاعر واحاسيس وتجارب وتطرحون ما لا تريدون . فلا تعجبوا ان حصلت مشاكل في
الهضم ان ابتلعتم انفعالات ومشاعر كريهة مثل الغضب ، او من تعفن مشاعر
سلبية في داخلكم . في الحقيقة ان جهاز الهضم هو مؤشر ممتاز على توازنكم
العاطفي .

فاذا كنتم سعداء فلا بد انكم لا تعانون من مشاكل في الهضم وان كنتم تعانون
من مشاكل نفسية ومشاكل عاطفية فكثيرا ما تظهر عليكم عوارض عسر الهضم او
الامساك.

متى نأكل ؟
قلة من الناس يأكلون عندما يجوعون او يكتفون بما يحتاجون اليه من غذاء .
تحصل عادة اخطاء كثيرة منا بحق صحتنا ، فقد نطلق العنان احيانا لانفسنا
فنأكل اطعمة غير متوازنة سريعة غنية بالدسم او البروتين او نيئة او نتبع
حمية صارمة .....اننا نستخدم الطعام كبديل عن الحب او كطريقة للفوز بالحب
عبر تحقيق رغبة في اكل المأكولات اللذيذة ، او كوسيلة للعقاب عبر الحرمان
.بأختصار يشكل الطعام قضية بحد نفسه .فما ان نعي على الحياة فاننا نطلب
الطعام ونبكي حين تفرغ معدتنا فنكافىء بالحليب الدافىء . وتكون كل
احتياجتنا منصبة على الطعام والمكان الدافىء الآمن والكثير من الحب وبضعة
وجوه تنظر الينا بحب . ومع تقدمنا بالعمر تبقى هذه الاحتياجات هي نفسها .
نحتاج دوما الطعام والامان والحب . الطعام الحلو المذاق هو بديل عالمي عن
الحب ، لكن الحب يغذي النفس ويمنح الشعور المريح في

حين ان الاطعمة الحلوة تفسد الاسنان وتصيب المرء بالتخمة.من دون حب انفسكم
عبثا تبحثون عنه في اي مكان . عندما تصابون بخيبة امل او تتعرضون للرفض
يصبح الطعام هو البديل البديهي . بينما عندما تكنون الاحترام لذواتكم لا
تحتاجون الى استخدام الطعام لتسكين المكم الداخلي او لتحقيق الاكتفاء
العاطفي .

تدل عاداتكم الغذائية وعلاقتكم بالطعام على علاقتكم بانفسكم وعلى مدى تلبية
احتياجاتكم العاطفية .للاكل تأثير مهدىء رائع ، فهو يخدر مشاعركم ويجعلكم
تشبعون عاطفيا وشعوريا وكلما ازدادت كمية طعامكم تخدر احساسكم كما لو ان
الطعام اصبح سدا في وجه امواج الانفعالات والمشاكل التي تجتاحكم .لذا نلاحظ
الافراط في تناول الطعام في اوقات الشدة او انهيار العلاقات او الحزن او
وفاة شخص عزيز او الخوف او الشعور بالعار ، الا ان هذه المشاعر كلها تسيطر
علينا بلا وعي منا .هذا الاحساس الكبير بالفراغ هوالذي يجعل المرء يتهافت
على الطعام .فكثيرا ما يختبىء الحزن والالم وراء الشهية الهوسية فالمرفوض
عاطفيا يقبل على الطعام ليبني جدارا يحميه من الاذى ولكنه بالوقت نفسه يخفي
في داخله انسانا يتوق الى ان يحب ويحب .